سنن التاريخ
بقلم: نواف الحاج علي
يعتبر التاريخ منارة لاستشراف المستقبل، وفي كل قصص القرآن الكريم معالم حقيقية في طريق من يرغب في رسم منهج يسير عليه كفرد أو كمجتمع أو كأمة، ليصل إلى الحياة الإنسانية الراقية.
من هنا يحاول البعض من أفراد ودول من أعداء الاسلام، أو من الجهلة من المسلمين ممن يرغبون في الظهور كمنظرين أو كفلاسفة عصرهم الاغبر !! يحاولون تزوير التاريخ الاسلامي بعد ان عجزوا عن تزوير القرآن الكريم ( فان الله تعالى حافظه )، والهدف من ذلك هو اولا تشكيك اتباعه في محتواه من قوة ومنعة وقيم منضبطه تؤدي لاشاعة قيم الحق والعدل والانسانية.
والأمر الآخر وهو أن أعداء الاسلام قد أدركوا من قراءة التاريخ ان المسلمون قد اقاموا ومنذ بزوغ فجر الاسلام وخلال اقل من قرن من الزمن، اقاموا دولة امتدت ايام الدولة الاموية من الصين شرقا حتى تخوم فرنسا غربا، وإن الدولة الاسلامية العثمانية افتتحت دول شرق أوروبا، ووقفت على أبواب فيينا – فهم يخشون تكرار ذلك.
إن أحداث التاريخ والتي يطلق عليها في الاسلام: السنن، ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا )، من ادرك هذه السنن وسار على هديها فلن يضل الطريق كفرد، وسيصل كدول بالعالم الى القيم المنضبطه بعيدا عن حرية الانفلات والتفسخ وفساد الأسر والمجتمعات بلا حدود أو قيود، ثم بعيدا عن سيطرة القوة ومناطق النفوذ وتبعية الضعفاء للاقوياء ونهب ثرواتهم.
إن قراء التاريخ الصحيح من قبل النخب الاسلامية ومن الأنظمة الحاكمه قراءة متأنية واقعية صادقة، ومن ثم تطبيقها، تؤدي الى بعث أمة الاسلام من جديد وجعلها امة قوية مسموعة الكلمة، بل انه منذ انطفاء نور الاسلام أخذ العالم يتخبط في الظلام والفساد والانحلال ويتجه نحو مستقبل غامض مظلم وحروب لا يعلم مصيرها الا الله عز وجل.